كل عام وأنتم في أفضل تمرد
بوشعيب حمراوي
نعم للتمرد والغضب والسخط... نعم للدفاع عن الحقوق والتصدي للفساد والاستبداد ووقف نزيف العرض والمال... نعم لتطهير الأرض من الخبث والتعفن، وإجلاء النافذين الذين تجبروا وتكبروا وعبثوا بباطنها وسطحها وسماءها... نعم لحياة بديلة وحلول سريعة تكفينا أساليب التأجيل والتأخير الذي تسلكه الحكومات المتعاقبة على تسيير شؤون البلاد... نعم للكف عن حقننا بإبر الوعود الكاذبة والمخططات والبرامج التي تبقى ملتصقة بالورق، وناذرا من يسقط شيئا منها على أرض الواقع... نعم ... نعم...نعم...وألف نعم... لكن بالمقابل فلا لرشق الكادحين والمكافحين والمخلصين في عمل الخير بالحجارة والإساءة والتهم الباطلة... ولا للضرب العشوائي والمطالب الفارغة من الغيرة الدينية والوطنية... لا للمطالبة بإسقاط أسوار وجدران قد تهوي فوق رؤوسنا... وقد تكون (الساس) الوحيد الذي لازال يمسك بشعرة الاستقرار المغربي...لا للتمرد من أجل التموقع والانفراد والسمو والسيادة... لا لشارع يملأ بناء على الطلب، وبشر من صنف (الببغاء) يرددون ما حفظوه عن ظهر قلب من أناس في الخفاء.. لا ل(التمرض والترمضينة)، ولا لتمرد في الكواليس لا علاقة لما يراد منه بما يعلن عنه... تريدون التغيير ومستقبل أفضل...وترون أن الصفحات والمواقع الإلكترونية الاجتماعية هي الجسر الضامن لتحقيقها. فلنجعل منها فضاء للنقاش والتشاور، ولنحارب تماسيح وعناكب وأفاعي وثعالب وذئاب الانترنيت... ولنبحث عن جنود مغاربة حقيقيين لمهماتنا، ونعمل معهم كفريق واحد من أجل طرح المعضلات والبحث عن الحلول، وفضح المتجاوزين والمفسدين...نريدها انتفاضة خير ليجني مها المغاربة الخير، ونريدها بديلا مربحا به من طرف المظلومين والمحتاجين والمهملين... ولا نريدها نارا تحرق مكتسباتنا، ولا وقودا يزيد من توسيع نطاق المحرقة المدبرة من طرف أعداء المغرب والمغاربة، الذين يحاولون استغلال الرياح العربية، وهي رياح لم يعرف بعد هل هي رياح ربيع أم خريف أم صيف حارقة،...نريده بلدا آمنا وأرضا طيبة، لا أرضا يسال فيها الدم بين الأهل والأشقاء ... كفانا من عبارات (الله يخليها أرض... الله يحرقها بلاد... )، فالأرض التي تستنزف يوميا من طرف آلاف الفاسدين وتترك للفقير والمشرد والمعاق... نصيبا من خيراتها، هي أرض طيبة وجب تقبيلها صباح مساء، ووجب أن نموت في عشقها. وإن أردنا الصراخ والاحتجاج فليكن بعبارات بديلة (الله يحرق الفاسدين والعابثين). إن الأم المرضعة التي ترضع بسخاء كل رضع الجيران، يمنحها الله فيضا من الحليب. أما الأم التي ترفض إرضاع مولود الجيران أو الأقارب فإن حليبها ينقص شيئا فشيئا إلى أن تجف. كما أن البئر (المحرزة) والتي يمنعها صاحبها في وجه ساكنة الجوار، تجف (توكاه)، عكس البئر التي يكون مالكها سخيا، ويفتحها في وجه الناس. لكم أنت طيبة يا أرضي وبلادي وصبورة على تحمل استنزاف وتعنفن المفسدين وصمت المتمردين. كل عام وأنتم في أفضل تمرد