علقت صحيفة “إلباييس الإسبانية” اليوم السبت، على خطاب الملك محمد السادس الأخير، قائلة في عنوان رئيسي لإحدى المقالات الصحفية إن الملك أبدى رغبته في فتح مرحلة جديدة غير مسبوقة في العلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا، حيث أضافت قائلة خلال عنوان ثنائي في نفس المقال الذي يقوم بتحليل للخطاب الملكي الموجه بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب: “العاهل المغربي ينهي الأزمة الدبلوماسية بخطاب غير متوقع”.
وتابعت الصحيفة الإسبانية، أن ملك المغرب وضع حدا للأزمة الدبلوماسية التي بدأت مع إسبانيا في منتصف شهر ماي الماضي، وبشكل غير متوقع تماما، حيث أشارت “إلباييس” إلى أن هذه الأزمة هي الأكبر خلال السنوات الأخيرة منذ البلدين، بسبب استقبال زعيم جبهة البوليساريو ومجرم الحرب المدعو ابراهيم غالي بجواز سفر جزائري مزور وهوية جزائرية مزورة ووثائق مزوة في مستشفى لوغرونيو الإسباني.
وأوردت أن الملك محمد السادس يريد تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، والتي يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، كما ذكرت أن العاهل المغربي قال خلال خطابه الذي تم بثه على أمواج الإذاعة والتلفزيون المغربي يوم أمس إنه يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها بيدرو سانشيز.
وأفادت “إلباييس” أنه على الرغم من أن سبب اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والرباط، بسبب استقبال زعيم الانفصاليين بمستشفى لوغرونيو الإسباني، إلا أن العلاقات بين الجارتين على مستوى الحدود ومنطقة المضيق كانت مجمدة خلال الأشهر السابقة، حيث أكدت أن المغرب اتجه إلى الرد على استفزاز إسبانيا له، بعدم السيطرة على الحدود المغربية القريبة من سبتة المحتلة لمدة يوم واحد فقط، ما أدى إلى ولوج طوفان من المهاجرين غير النظاميين (حوالي 10 آلاف شخص) إلى مدينة سبتة المحتلة.
وقالت إن العاهل المغربي اعترف في خطابه بأن الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا كانت أزمة غير مسبوقة زعزعت الثقة المتبادلة وأثارت عدة تساؤلات حول مستقبل العلاقات، حيث أكد الملك محمد السادس أنه اشتغل مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، من أجل التوصل إلى تفاهم مع إسبانيا، مستدلة في ذات الخطاب بقوله: “وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات”.
من جهة أخرى، ذكرت ذات الصحيفة الإسبانية أن الملك فيليبي السادس، قام بدوره بتهدئة النزاع الدبلوماسي، من خلال بعث رسالة إلى العاهل المغربي في أواخر يوليوز الماضي بمناسبة الذكرى ال 22 لعيد العرش المجيد، حيث أعرب فيها ملك إسبانيا عن “أطيب تمنيات الشعب الإسباني بالصحة والازدهار للشعب المغربي الصديق العزيز، باسمه الخاص وباسم الحكومة والشعب الإسبانيين.
وأكدت أنه خلال الأسابيع الماضية، ظهرت إشارات مختلفة على انفراج الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، معتبرة أن قليل من المسؤولين الإسبان من توقع التزام الملك محمد السادس في خطابه بالوضوح لتجديد علاقاته مع مدريد، حيث ذكرت أن الأزمة الدبلوماسية تسببت في إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا لايا غونزالبس، التي تراها وسائل الإعلام المغربية المسؤولة الرئيسية عن الأزمة الدبلوماسية.
واستطردت “إلباييس” أن مصادر رسمية مغربية، أعربت عن تقديرها لمبادرة الحكومة الإسبانية بإعادة تحريك المياه الراكدة التي طبعت العلاقات بين مدريد والرباط، من خلال تعيين وزير الخارجية الإسباني الجديد والحالي خوسيه مانويل ألباريس.
كما أشارت إلى أن وسائل الإعلام المغربية قامت بتسليط الضوء على كلمة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حول المغرب خلال مؤتمر صحفي له الأسبوع الماضي، والتي قال خلالها إن المغرب “شريك استراتيجي لإسبانيا”، حيث أضافت أن الرباط أيضا أظهرت بوادر انفراج بقبولها استعادة 700 مهاجر غير نظامي من مواطنيها وبالخصوص القاصرين والأطفال والمراهقين غير المرفوقين بذويهم.
وقالت إن التوتر الدبلوماسي المتزايد بين المغرب والجزائر، في إشارة لاجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن الجزائري الذي عقد مؤخرا، ساهم في تغير طبيعة تعامل المغرب في سياسته الخارجية مع مملكة إسبانيا، حيث اعتبرت أن المجلس الذي ترأسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضمن اتهامات خطيرة للمغرب وقاسية في حقه من خلال الحديث عن “أعمال عدائية متكررة للمغرب تجاه الجزائر، والتي دفعت حكام الجزائر إلى إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية” على حد قول بيان المجلس الأعلى الجزائري.
وشددت الصحيفة على أن الخصم الإقليمي للمغرب أي الجزائر، اتهم المغرب “بالوقوف وراء موجة الحرائق المفتعلة التي اجتاحت الجزائر، وكذلك دعمه لحزب رشاد الإسلامي وحركة تقرير مصير منطقة القبائل”، والتي يعتبرها النظام العسكري الجزائري جماعات إرهابية.