القضاء يؤجل الاستماع ل22 مسؤولا بالتعليم في قضية اختلاس أموال البرنامج الاستعجالي
قرر قاضي التحقيق المكلف بجرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف بفاس أمس الثلاثاء تأجيل الإستنطاق التفصيلي للمتهمين في قضية تبديد أموال البرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم ،وهو جزء من الملف الأصلي والذي يهم فقط دائرة الإختصاص الترابي لقسم جرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف بفاس .
ويتعلق الأمر بالمطالبة بإجراء تحقيق الصادرة عن الوكيل العام للملك لدى ذات المحكمة في مواجهة 22 متهما، توفي منهم متهم واحد بعد إحالة الملف على قاضي التحقيق المعني منذ مايزيد على سنة وذلك من أجل تبديد واختلاس اموال عمومية وغيرها من التهم الأخرى
وتم تأجيل الإستنطاق التفصيلي للمتهمين إلى غاية يوم 20يوليوز المقبل وفق محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام .
وقال الغلوسي في تدونية له أن هذا التأجيل ينذر بأن الملف سيعمر طويلا أمام القضاء ، علما أن قائمة المتهمين تضم مديرين سابقين للأكاديمية الجهوية للتعليم.
و أضاف الغلوسي “مايزيد من قلقنا وانشغالنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام هو أن مصير تبديد ميزانية البرنامج الإستعجالي لإصلاح التعليم والتي تشكل 44 مليار درهم يظل مجهولا لحدود الآن فبإستثناء الجزء اليسر من الملف الذي أحيل على قاضي التحقيق لدى محكمة الإستئناف بفاس فإن باقي أوراق ووثائق القضية يظل مجهولا ويلفه الغموض فمنذ أن تقدمنا في الجمعية بشكاية في الموضوع الى الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالرباط واحالة الملف على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والتي استمعت لي شخصيا كرئيس للجمعية منذ سنة 2015 ،ومنذ ذلك التاريخ ظل مصير هذا الملف الضخم غامضا ودون قرارات شجاعة وجريئة ،وبقي الوزير المسوؤل حينها دون مساءلة رغم انه هو الآمر بالصرف والمسوؤل الأول والأخير عن القطاع.
وقال الغلوسي “اليست هذه القضية تهم الرأي العام وتفرض على النيابة العامة كما دأبت على ذلك في قضايا اخرى اصدار بلاغ لتنويره وتوضيح حيثيات ومصير قضية مهمة واستراتيجية بالنسبة للمجتمع المغربي ؟ لماذا لم تظهر نتائج هذه القضية التي فاحت رائحتها رغم انها استغرقت وقتا طويلا امام البحث التمهيدي وكادت الوقائع أن يطالها التقادم ويطوى الملف تحت غطاء قانوني وتصبح مثلها مثل باقي الفضائح الأخرى التي يسبقها الضجيج وتنتهي دون أن ينال الجناة عقابهم ؟ألايشكل تبديد أموال عمومية موجهة لقطاع إستراتيجي وحيوي يتحدث الجميع عن أعطابه البنيوية جريمة مشينة وخطيرة تمس بحق المجتمع في تعليم عمومي جيد ؟أليس من حق المجتمع اليوم أمام هذا التأخير والتمطيط غير المبرر في أن يشك في مصير هذه القضية وفي كون علاقات ومراكز بعض المتورطين قد تشكل سببا لتعطيل العدالة ؟