المهدي ابوالعولة....كازابريس

فتح قاضي التحقيق، رئيس الغرفة الرابعة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الأربعاء الماضي، ملف واقعة مصرع الكولونيل بجهاز الأمن، نورالدين العطور، الذي توفي، قبل ست سنوات، وجرى تضمين مسطرته على أنها حادثة سير عادية.
وفجرت ابنة العقيد في جهاز الشرطة فضيحة مدوية حينما أكدت أنها تعرضت لمحاولة إرشاء من قبل والدتها بمبلغ 30 مليونا، مقابل السكوت، وأنها عاينت، وهي صغيرة، آثار خدوش على يد والدها، وتشك، بنسبة كبيرة، في عدم صحة فرضية حادثة السير، لتفتح النيابة العامة مسطرة ضد “القتل المجهول”.
واستمع قاضي التحقيق، طيلة ست ساعات، إلى الابنة، إذ قدمت معطيات وصفتها بالمضبوطة تحفظ مصدر اعلامي عن ذكرها، في انتظار انتهاء الأبحاث التفصيلية الجارية في الموضوع، ضمنها تسجيلات صوتية، والتي تتابع باهتمام كبير من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية، التي حجت إلى قصر العدالة لمتابعة فصول الأبحاث وإنجاز تقارير في الموضوع.
وأجرى القاضي نفسه مواجهة بين الابنة ووالدتها في محاضر رسمية دونها كاتب ضبط، وانصبت مختلف أسئلة قاضي التحقيق حول مزاعم الابنة، التي تؤكد، بصيغة القطع، أن والدها مات مقتولا، وأن والدتها تسترت عن الأمر، وأنها حاولت إرشاءها بمبلغ 30 مليونا، وطلبت منها البحث عن آفاق أوسع ونسيان حادثة 2018، كما استجاب قاضي التحقيق لمطلب الاستماع إلى شقيق الهالك.
ونشرت الابنة، قبل أيام، فيديوهات تؤكد فيها أن الملف يشوبه غموض كبير منذ بدايته، ملتمسة من النيابة العامة فتح تحقيق في الموضوع، لينيط الوكيل العام للملك البحث بقاضي التحقيق للبحث تفصيليا في النازلة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، والتأكد من مزاعم الابنة التي تتهم والدتها بطريقة غير مباشرة بتصفية الهالك.
ووضعت المحاضر المنجزة من قبل فرقة حوادث السير قبل ست سنوات في الواجهة، حيث تنتظر المديرية العامة للأمن الوطني وولاية أمن الرباط، مجريات التحقيقات التفصيلية من قبل قاضي التحقيق، رئيسة الغرفة الرابعة، وفي حال ظهور عكس ما تضمنته محاضر فرق السير، سيجر على محرريها متاعب جمة.
وأكدت محامية الابنة، من هيأة البيضاء، فور خروجها من مكتب قاضي التحقيق، أن شقيق الهالك يتوفر بدوره على أدلة دامغة سينور بها العدالة، مؤكدة أن من المطالب معرفة من عبث بهاتف الهالك ومعطياته الرقمية، وضمنها “واتساب”.
وكان الكولونيل العطور معروفا بأخلاقه العالية وسط الرؤساء والمرؤوسين على صعيد ولاية أمن الرباط، وأدار سنوات طويلة الممر الملكي بين العدوتين، وسبق أن عرضت عليه مناصب كبرى بولاية أمن الرباط وتحفظ عليها، قبل أن تخبر مصالح الأمن أسرته بمصرعه في حادثة سير، بمحيط مركب تجاري بالرباط، وأحيلت المحاضر المنجزة على النيابة العامة على أن الأمر حادثة.
وينتظر متتبعون للشأن القضائي والأمني ما ستؤول إليه الأبحاث التفصيلية لقاضي التحقيق، والمسارات التي سيسلكها البحث، سيما أن الابنة تتحدث وكأنها على معرفة تامة بهوية القاتل، أو القتلة المشاركين