تابعت الجمعية المغربية لحقوق التلميذ/ة إجراء امتحانات الباكالوريا في دورتها العادية دورة يونيو 2024، والتي كانت خاتمة موسم دراسي استثنائي بسبب سلسلة الإضرابات "المدمرة" للمدرسة العمومية،التي أطال مدتها التعنت الحكومي؛ ولإنقاذ الموسم الدراسي، لجأت الوزارة إلى تكييف المقررات الدراسية والأطر المرجعية للامتحانات الإشهادية. وقد أبانت محطة إجراء الامتحانات عن اختلالات كبيرة مرتبطة بالمنظومة التربوية وخصوصا على المستوى القيمي، وفي هذا السياق سجل المكتب الوطني ما يلي:  

 1. الهالة الكبيرة التي تصاحب امتحانات الباكالوريا لارتباطها بالمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود،ومتابعة الدراسة في الخارج، تضع المتعلم(ة) في حالة دائمة من الضغط النفسي تمارسه المدرسة (القطاع الخصوصي أساسا) والأسرة مما يؤدي إلى مواقف مناقضة لأهداف المدرسة التربوية (الاكتئاب، العنف، تغير المزاج، ...) وصلت حد الانتحار هذه السنة (حالة أسفي)؛

2. تنامي ظاهرة الغش والتطبيع الجماعي معه لدرجة صار موضوعا غير مستهجن، يطالب المترشحون بتعميمه، ويحظى التلميذ(ة) الغاش(ة) بتعاطف الأسر، في حين يعتبر المراقب(ة) الملتزم(ة) بدفتر المساطر متهما. وتساهم بعض الأسر في استفحال هذه الظاهرة بتوفير كل الوسائل التكنولوجية لتسهيل المهمة، كما يساهم في ذلك بعض المراقبين من خلال تساهلهم اثناء الحراسة إما استهتارا بالمسؤولية أو خوفا من المترشحين في ظل شبه غياب الأمان في محيط مراكز الامتحان؛

3. تنامي ظاهرة الغش "القانوني" من خلال ارتفاع نسب الامتحانات المكيفة في جميع المراكز. وتسجل أعلى نسب التلاميذ الذين هم في وضعية إعاقة وهمية بين المترشحين المنحدرين من القطاع الخصوصي الذي كان وما زال يرفض تسجيل التلاميذ في وضعية إعاقة. وإذا كان جل المدارس الخصوصية تعتمد الروائز والمقابلات لانتقاء التلاميذ الجدد فإنها تلجأ إلى وصفة "إعاقة تحت الطلب" تحسبا لأي مفاجأة في نسب النجاح. 

4. عدم جدية الوزارة في محاربة ظاهرة الغش من خلال عدم توظيف "كاشف الهواتف". بحيث لوحظ حمل المترشحين لهواتفهم داخل المراكز، ووضعها في محافظهم في أحسن الاحوال، رغم اللافتات المعلقة بباب المراكز ورغم الاعلانات في جميع قاعات الامتحان والتي صرفت عليها أموال بدون جدوى ورغم الإشارة على ذلك في الاستدعاءات؛

وعيله، فإن المكتب الوطني للجمعية وهو يتمنى النجاح لمن يستحق من المترشحين والمترشحات: 

• يتأسف للحادث المؤلم "حادثة الانتحار" الذي طبع امتحانات الباكالوريا هذه السنة، ويطالب من الجميع أخذ العبرة مما حدث في اتجاه التأطير (مؤسسات، إعلام، أسر...) والمواكبة النفسية للمترشحين والحد من الضغط النفسي الممارس على التلاميذ والتلميذات من طرف الأسر (التوجيه العلمي، الحصول على نقط عالية)؛

• يعتبر الغش ظاهرة بنوية منتشرة في جميع مناحي الحياة (العمل، الانتخابات، المعاملات، المشاريع، ...) ومنها الحياة المدرسية لذا فمحاربته مسؤولية الجميع (السياسي، والإعلامي، والجمعوي، ...) وفي مقدمتهم المدرسة؛وهنا تقترح الجمعية لمحاربة ظاهرة الغش إجراءين  بسيطين:الاول تنظيمي باعلان المنع الكلي والزجري لحمل التلاميذ اي وسيلة الكترونية وورقية الى مراكز الامتحان والتي سيتم حجزها في مدخل مراكز الامتحانات حيث يحب اخضاع كل التلاميذ الى التفتيش اليدوي والتقني،الاجراء الثاني بيداغوجي القطع مع التقييمات التقليدية التي تعتمد الحفظ وسرد المعلومات واعتماد طرق تقييم حديثة تستهدف التحليل والتقد والتركيب والرأي والابداع…

• يطالب الوزارة بمواكبة عملية التدريس تأطيرا ومراقبة، وبنفس الأهمية التي توليها للامتحانات، ومراجعة طرائق التدريس في اتجاه بناء استقلالية التلاميذ في اكتساب التعلمات (التعلم الذاتي، التعلم بالقرين، العمل في فريق)، وفي اتجاه بناء الكفايات لا تدريبهم على التقنيات فقط لاجتياز الامتحانات والمباريات كما يتم في مراكز الدعم؛

• يحمل المسؤولية للجان الطبية التي تمكن طالبي التكييف من الاستفادة من الامتيازات نفسها (موضوع مكيف+ إضافة ثلث مدة الامتحان + مرافق بدون تحديد مهمته) علما أن اختلاف الإعاقات يقتضي اختلاف التكييف؛

• يطالب بمراجعة مسطرة الاستفادة من تكييف الامتحانات والبحث في تاريخ المترشح(ة) لمنع كل مؤسسة أو أسرة تطالب بالتكييف في السنة الإشهادية فقط. وبتحديد نوع الإعاقة في استدعاء كل مترشح(ة)، وتحديد مهمة المرافق(ة) في ترخيصه بدقة (يقوم بعض المرافقين بكل شيء في مواد بعينها). وبتجميع المترشحين المستفدين من التكييف تفاديا للتشويش الذي يحدثونه مع مرافقيهم فيساهمون في تسهيل الغش بين التلاميذ  ويضيفون أعباء للمراقبين (ضمت قاعة 4 حالات امتحان مكيف ساعدت باقي التلاميذ على تبادل المعلومات) علما ان تخصيص قاعة لا يناقض مبدأ التربية الدامجة؛

• يناشد جميع الغيورين على المنظومة التربوية المغربية إلى تحمل المسؤولية، كل من موقعه، للمساهمة في النهوض بالتربية والتكوين، إذ لا مستقبل لأمة بدون تعليم عصري جيد ومنصف.