بقلم أيت أعيش رشيد

تصدرت مشاهد الهدم التي طالت بعض الدواوير التابعة لإقليم النواصر، وخصوصًا دوار لويز ودوار فويلة في تراب بوسكورة، وسائل الإعلام واهتمت بها مختلف الأوساط الشعبية. فقد أدى قرار السلطات المحلية، وعلى رأسها الباشا والقائد وأعوان السلطة، إلى تفكيك منازل العديد من الأسر، ما خلف آثارًا اجتماعية ونفسية كبيرة على الساكنة المحلية. إلا أن هذه الحملة، رغم قسوتها، تأتي في إطار برنامج حكومي واسع يهدف إلى إعادة إيواء قاطني دور الصفيح وتوفير سكن لائق يضمن حياة كريمة للمواطنين في إطار الإرادة الملكية السامية.

يعد برنامج القضاء على مدن الصفيح وتحسين ظروف العيش في مختلف المناطق المغربية من أولويات السياسة الاجتماعية للمملكة. وقد أطلق هذا البرنامج في سياق استجابة لمطالب المواطنين في مختلف أنحاء البلاد، الذين يعانون من ظروف سكنية غير لائقة في الأحياء العشوائية أو ما يُعرف بدور الصفيح. يرمي هذا البرنامج إلى تحسين محيط عيش المواطنين ورفع مستوى معيشتهم من خلال القضاء على هذه الأحياء وتوفير سكن بديل في مشاريع سكنية جديدة ومهيكلة.

إقليم النواصر، كغيره من المناطق الأخرى في الدار البيضاء وضواحيها، شهد العديد من عمليات الهدم التي طالت أحياء الصفيح بهدف إعادة توطين قاطنيها في شقق سكنية جديدة. لكن تنفيذ هذه المشاريع لا يخلو من التحديات الاجتماعية التي تتطلب أكثر من مجرد بناء مساكن جديدة.

رغم الجهود المبذولة لتحسين وضعية السكن، إلا أن العديد من الأسر التي تم إجلاؤها من المنازل المهدمة تجد نفسها أمام تحديات جديدة. فعلى الرغم من توفير بعض الوحدات السكنية، لا تزال هناك فئات كبيرة تواجه صعوبة في الاستفادة منها بسبب شروط الانتقال أو التكاليف المرتفعة المرتبطة بها. في حالات كثيرة، يعاني السكان من فقدان منازلهم دون توفير بدائل فورية أو كافية لهم.

في دوار لويز ودوار فويلة على سبيل المثال تبين أن بعض الأسر التي تم هدم منازلها حصلت على شقق سكنية لكن لا يزال البعض الآخر في حاجة إلى وقت أطول للحصول على سكن دائم. بعض العائلات اضطرت إلى اللجوء إلى كراء مساكن مؤقتة بينما عجزت أخرى عن تحمل نفقات الإيجار، مما جعلها تعيش في ظروف صعبة.

ومن المفارقات التي تستدعي التساؤل هي حقيقة أن بعض المنازل المهدمة كانت تمثل قيمة مادية كبيرة ومع ذلك تم تعويض أصحابها بشقق سكنية اقتصادية ما يثير تساؤلات حول معايير التعويض ومدى عدالة التوزيع بين جميع المتضررين.