في الأسابيع الأخيرة، أصبحت هدايا التلاميذ للأساتذة، مثل الشوكولاتة والحلويات والبسكويت، ظاهرة متزايدة تثير الجدل بين التقدير والإحراج. وعلى الرغم من أن هذه المبادرات تبدو ظاهرياً تعبيراً عن الشكر والامتنان، إلا أنها قد تضع الأستاذ في موقف حرج، خاصة عندما تُفهم بشكل خاطئ. في حديثي مع أحد الأساتذة أوضح لي بأنهم يشعرون بالقلق من أن قبول الهدايا قد يُفسر كنوع من التأثير على قراراتهم أو تقييماتهم الأكاديمية، مما يعرض العلاقة المهنية بين الأستاذ والتلميذ لشبهة التحيز. كما أن التفاوت في قيمة الهدايا بين التلاميذ يمكن أن يخلق أجواء غير مريحة داخل الصف، ويؤدي إلى انقسامات غير مقصودة بين المتعلمين.
في المقابل، أكد لي على أن أفضل هدية يمكن أن يقدمها التلميذ هي التفوق المعرفي، الالتزام بالقيم التربوية، واحترام النظام الدراسي. هذه السلوكيات لا تترك أثراً إيجابياً في علاقة الأستاذ بتلاميذه فحسب، بل تعزز أيضاً مناخاً تعليمياً قائماً على الجد والاجتهاد.
وعليه، فإن رسالة الشكر الحقيقية التي ينتظرها الأستاذ ليست في علبة شوكولاتة أو صندوق حلوى، بل في نجاح التلميذ والتزامه بتحقيق أهدافه الدراسية واحترامه لدوره كمربي وصانع للأجيال