في مشهد يعكس التهاون الخطير في تدبير قطاع الصحة بأسفي، يعاني مركز تحاقن الدم بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس من عطب مستمر في جهاز التبرع بالدم، وهو ما يهدد حياة العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى تزويدهم بالدم بشكل مستعجل. ورغم وجود متبرعين مستعدين لإنقاذ الأرواح، إلا أن غياب الصيانة والإصلاح لهذا الجهاز يحرم المرضى من حقهم في العلاج، ويجعلهم عرضة لمضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
مأساة إنسانية بسبب الإهمال
المرضى الذين يعتمدون على أكياس الدم المنقولة يعانون في صمت، في الوقت الذي تبقى فيه الحلول غائبة من قبل المسؤولين. فبدل التحرك العاجل لإصلاح الجهاز، يواجه المرضى وذووهم جداراً من البيروقراطية والتجاهل، بينما تستمر معاناتهم اليومية مع رحلة البحث عن مستشفيات أخرى يمكن أن تستقبلهم، رغم أن مدينة آسفي تتوفر على مركز تحاقن الدم.
أين المسؤولون؟
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: أين المسؤولون عن هذا الوضع؟ وكيف يمكن لمؤسسة حيوية كمركز تحاقن الدم أن تعاني من هذا الخلل دون أي تدخل حازم من الجهات الوصية؟ ألا يستحق المواطن المسفيوي حقه في الرعاية الصحية كغيره من المواطنين في باقي المدن؟
هذا الوضع يكشف حجم الإهمال والتقصير الذي يعاني منه قطاع الصحة بآسفي، ويضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية. فحياة المواطنين ليست لعبة، وأي تأخير في إصلاح هذا الجهاز قد يؤدي إلى مآسٍ حقيقية.
نداء عاجل للإصلاح
إن إصلاح جهاز التبرع بالدم يجب أن يكون أولوية قصوى، ولا يمكن القبول بأي مبررات أو أعذار واهية. فالمتبرعون موجودون، لكن غياب الجهاز الفعال يجعل تبرعاتهم بلا فائدة، وكأن الدولة تستهين بجهودهم وبحياة المرضى الذين ينتظرون قطرة دم قد تنقذهم من الموت.
المطلوب الآن هو تدخل فوري من الجهات المختصة، وإصلاح هذا الجهاز في أقرب وقت ممكن، حتى لا تستمر معاناة المرضى، ولا تتكرر هذه الفضيحة التي تعكس واقعاً مأساوياً لمنظومتنا الصحية.