هذا عن الملك... فماذا عنكم...
بوشعيب حمراوي
و أخيرا تبرأ الملك محمد السادس من العفو الذي استفاد منه الذئب البشري الذي نهش أجساد 11 طفلا، وألحق بهم وبأسرهم أضرارا عضوية ونفسية جسيمة. وذهب أبعد من ذلك إلى الاعتذار للشعب المغربي وسحب العفو ومطالبة الحكومة بسلك الإجراءات القانونية من أجل استرجاع الوحش وإعادته إلى قفصه، كما طالب بالتحقيق في القضية، ومعرفة الجهة التي ورطته مع الشعب في عفو أكد أنه لا يعلم شيئا بخصوص المستفيد منه...ليس لنا سوى قبول عذر وأسف الملك، والتهليل بانتصارنا كشعب تمكن من تصحيح وضع خاطئ وصادر من قمة هرم البلاد ... من الملك... ليس لنا سوى انتظار عودة الوحش الشبه مستحيلة، وانتظار ما ستفرزه التحقيقات والاهتداء إلى الشخص أو الأشخاص الذين ورطوا الملك مع الشعب... بطبيعة الحال فالحديث هنا مع المغاربة الملكيين الذين يؤمنون باستحالة وجود وتواجد المغرب بدون ملكية، والمؤمنون بأن النضال هو من أجل نهضة وتنمية المغرب مع الحفاظ على الغطاء الملكي، سواء منهم المقتنعون بما لديهم من ملكية أو المطالبون بملكية برلمانية تسود ولا تحكم...والذين يمثلون معظم الشعب المغربي... وحديثي لا يعني هؤلاء المطالبين بجمهورية أو بالدولة المدنية أو ... لأن ألسنتهم التي تنطق بما لا تبطن، هي مجرد ترهات لن تجلب للمغرب سوى الدمار. ... إذ كيف يعقل لمواطن مغربي أن يسحب جنسيته المغربية للتعبير عن رفضه أو سخطه عن قرار حكومي أو ملكي... وهل من السهولة بما كان التخلي عن مغربيته، عوض التشبث بها والتضحية من أجلها...أليس التخلي عن الجنسية بمثابة تخلي عن كل المغاربة أطفلا وكبارا ... والقبول بجنسية أجنبية أكيد أنها ستمنحه صفة مواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة داخل تلك الدولة، وستجعل منه جاسوسا ليس إلا... التخلي عن الجنسية يعني التخلي عن الأصل والعرق ولا يتمت لصلة لأي شكل من أشكال النضال،... إنها ورقة يشهرونها هؤلاء في وجه المغرب والمغاربة كلما كانت تلك الدولة الأجنبية في حاجة إلى استغلالنا أو الضغط علينا...فليبرزوا لنا هؤلاء الرافضين لجنسيتهم المغربية ما لديهم من تبريرات واهية لتاريخهم النضالي في الكفاح إلى جانب الاستخبارات والجواسيس وأعداء الوطن ... هل من سجل يبين مدى كفاحهم وصمودهم في المغرب إلى جانب المقهورين والمستضعفين من الشعب، والذين يحاولون كسب ثقتهم وولاءهم لهم بتعاطفهم الممزوج بالمصلحة الشخصية وحب الذات والمال...الذين انتهى بهم يأسهم في النيل من المغرب إلى اتخاذهم قرار سحب الجنسية أو التطبيل للموالين لهم بسلك أساليب القذف والقدح والضرب العشوائي والتحليلات المملاة عليهم... شخصيا لا أرى في مثل هاته القرارات سوى الجبن والهروب واللاوطنية ومحاولات الركوب والتموقع وإثارة الانتباه... ... وكيف لي كمغربي أن أصدق كلام وصراخ مواطن مغربي لا يعيش بيننا ويتحذث عن معاناتنا ومطالبنا .... مغربي يتنقل بين دول العالم، لا نسمع صوته ولا نقٍرأ ترهاته إلا عندما يريد الركوب على أحداث داخلية، والغوص في بحور لا علاقة لها بتلك الأحداث من أجل التعبئة البشرية، وتسريب الأوهام...من أنت أيها المغربي الذي تفرض نفسك كوصي على المغاربة بتصريحاتك وتخميناتك، وتجعل من نفسك العارف والفاطن والذكي الذي أرسله لنا القدر من أجل تنويرنا، وكأننا أميون نعيش في الكهوف؟... من أنت ومن أين تقتات في حياتك اليومية المسخرة؟ ..، وعلى يد من تتعلم فن الكلام ومن يهمس لك ببذلك الهراء اللغوي الذي لا تتردد في نقله بالقلم واللسان إلى المغاربة، ولسان حالك يقول إنهم مغفلون و(مكلخين)، ومستعدين للسير خلفك...كيف لي أن أثق في مغاربة جبناء لجئوا إلى خارج أرض الوطن من أجل الخدمة كعبيد لدى المخابرات الأجنبية والخصوم..
... كما أنه كيف لي أن أثق في حكومة غير قادرة على تحمل مسؤوليتها كاملة وفق ما ضمنه لها الدستور... وغير قادرة حتى على ضبط ملف خاص بمجرم إسباني استباح أعراضنا... وهل يعقل أن نسمع الآن وبعد أزيد من سنتين من اعتقاله أنه ليس اسبانيا وليس أستاذا جامعيا، وأنه عراقي الأصل وقد جندته أسبانيا لفترات كضابط في مخابراتها داخل العراق، قبل أن تكافئه بتقاعد مالي مريح، وترسله إلينا ليعبث بأطفالنا...هل من المعقول أن تحقيقات الأمن الوطني والمحكمة، التي انتهت بالحكم عليه ب30 سنة سجنا نافدا، وتغريمه فتات المال (50 ألف رهم لكل ضحية)، لم تتوصل إلى هويته الحقيقية....أليس هذا تقصير واضح من طرف من حققوا معه...
.... وكيف لي أن أصدق خرجات وزير العدل الذي اعتبر أن لا علاقة له بقرار العفو على الذئب البشري الإسباني العراقي، وأن القرار اتخذ في إطار علاقة بين الملكين الإسباني والمغربي... وإذا وافقنا سيادة الوزير على تصريحاته الغامضة، فما دور وزارته في تدبير ملفات العفو... ومن أعد اللائحة الوزارة أم القصر علما أن ملفات السجناء هي بيد وزارته ...وكيف لوزير اسمه الرميد ضل لسنوات يدك الشوارع والمحاكم بانتقاداته اللادغة للحكومات السابقة، أن يقبل بتمرير لائحة المستفيدين من العفو إلى الملك دون وضع تقارير وملاحظات على كل مستفيد. على الأقل ليخلي عاتق وعنق الحكومة من هذا العفو...إن على حكومة عبد الإله بن كيران أن تدرك أنها أخلفت وعدها مع الشعب ومع حراكه الذي كانت أول المستفيدين منه.. وأن تعلم أن عليها إعادة صياغة كل أوراقها وبرامجها ومخططاتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ولتعلم أن الشعب الذي يئس من الوعود الكاذبة، لم يعد قادرا على تقبل الأعذار والتبريرات الواهية وأن صبره على الحكومة ليس بسبب عيونها الإسلامية العسلية، ولكن لأنه يدرك أن الوضع بات أكثر حساسية وصعوبة، بسبب المتربصين والخصوم والموالين لهم... الذين يروا في أنفسهم البديل، ونرى فيهم الجحيم والدمار...
... رسالتي لك أيها الملك الذي أخطأ فصحح خطئه واعتذر، أن توسع دائرة التحقيق لتشمل كل ما يتعلق بالطفولة، وأن تستعين بتقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان الأخير والذي كشف عن تجاوزات وخروقات بالجملة داخل مراكز حماية الطفولة بالمغرب... فالتقرير يضم شهادات حية لأطفال ومربيين عن ما يعانونه داخل تلك المراكز التي يحال عليها الطفل الجاني والجانح كما يحال عليها الطفل اليتيم والمشرد والذي يوجد في وضعية صعبة... مراكز بلا موارد بشرية كافية ولا مؤطرين متخصصين، وقضاة يحيلون أطفال بعشوائية على تلك المراكز دون مراعاة لمستواه الثقافي وحاجياتهم الصحية والاجتماعية...
...رسالتي لك أيها الملك أن تعيد فتح كل ملفات العفو السابقة، لتقف على أن من خطأك اليوم سلك طريق من سبقوه..هؤلاء الذين عاشوا يخطئونك في وضع لوائح المستفيدين من العفو،لمجرمين ما إن يفرج عنهم حتى يعودون للتخطيط لجرائم أخرى.. وهؤلاء الذين عاشوا يستنفعون من مأذونيات ومساعدات تعود لفقراء ومحتاجين استنجدوا بك وأمدوك ببطائقهم التعريفية ورسائلهم... بالتوفيق ونحن معك ...