أيها الأساتذة لاتقلقوا من قرار وزير التربية لأن صمتكم هو السبب

 

 

معظم رجال التعليم الآن أصابتهم الدهشة من قرار وزير التربية الوطنية السيد بلمختار المتعلق بمنع رجال التعليم من متابعة دراستهم ، والكل يتهم الحكومة بأنها سائرة في نهج سياسة الانتقام من الأستاذ بعد قرارات عشوائية أرهقت كاهل الأستاذ ، وجعلته أسيرا للأزمات التي لا تنتهي .

 جميل أن نسمع عن هذا القلق من أسرة التعليم ،وجميل أن تستنكر ما تقوم به وزارة التعليم التي ما تزال مستمرة في نهجها المعوج ، كل هذا جميل ومن الأشياء التي تثلج الصدر، لكننا نقول إن ما تقوم به الوزارة وما تصدره من قرارات تمس الأستاذ لم تأت من فراغ وإنما جاءت بعد أن تأكد السيد الوزير أن رجال التعليم في سبات عميق لا يستطيعون الوقوف في وجه تلك القرارات ، بل تأكد أن هؤلاء ليس لديهم الاستعداد الكافي للدفاع عن حقوقهم المشروعة، وبإمكانهم التفريط فيها ، لذلك يتمادى في قصف هؤلاء بتلك القرارات التي ما أنزل الله بها من سلطان كان آخرها قرار منع الأساتذة من متابعة دراستهم .

 الحكومة المغربية على الدوام لا نسمع منها سوى ما يحزن، خاصة في قطاع التعليم ، حيث بدأت كل مسرحياتها التي أطلقت عليها إسم الإصلاحات زورا وبهتانا بإعلان الحرب على الأستاذ ومحاولة تركيعه ضاربة عرض الحائط بكل القوانين ،متمسكة في ذلك بمزاج المتأسلمين الذين أفسدوا في حق أبناء الشعب، والذين باتوا يشكلون خطرا على الدولة أكثر من أي وقت مضى ، حيث حاولوا منذ البداية قمع الأستاذ ومنعوه من حقه في الإضراب الذي يضمنه له الدستور والمواثيق الدولية ، وانتقموا منه عبر اقتطاعات لا تمت بصلة لمغرب الجديد الذي طالما يطبلون له ، كل هذا نعرفه ومن البداية حذرنا من صمت الشغيلة التعليمية القاتل الذي يعطي لهؤلاء الإشارة الخضراء لارتكاب المزيد من الجرائم في حق الأستاذ .

 عندما أعلنت الحكومة الحرب على الأستاذ وعندما قدمته ككبش فداء للتغطية على فشلها في قطاع التعليم ،وعندما أذلته على المباشر في شوارع الرباط لم نسمع من الأساتذة الكرام ولو صوتا واحدا يستنكر ما تقوم به حكومة العاجزين ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء التضامن مع زملائهم ولو لساعة واحدة ، وعندما قررت الحكومة إعداد مشروع قانون يرفع من سن التقاعد كذلك كان موقف الأساتذة كسابقه اللهم بعض النداءات التي طالبت الحكومة بالتراجع عن ذلك المشروع الذي يضرب حقوق الشغيلة التعليمية في العمق ، أما توحيد الصف لمواجهة الحكومة فلم نسمع عنه من أساتذتنا الكرام ما شجع الحكومة للاستمرار في حربها على الأستاذ دون هوادة .

 قرار السيد الوزير المتعلق بإغلاق أبواب العلم على الأساتذة يمكن اعتباره قرارا منطقيا من الممكن أن يدخل على إثره سعادة الوزير المحترم كتاب غينيس للأرقام القياسية عرفانا له بجميل ما قدم من قرارات تصب في اتجاه تخريب التعليم وإرجاعه إلى القرون الآولى، وهذا ما يظهر من خلال هذا القرار الذي سيجعل من المغرب الاستثناء في العالم وهذه خطوة جبارة كان للسيد بلمختار الفضل فيها ونحن نشكره عليها .

 وطننا الحبيب ابتلي بحكومة تهرف بما لا تعرف وكانت بمثابة النقمة التي أعادت بنا إلى الوراء لعقود من الزمن ، حيث وجدت في صمت الأستاذ الغطاء الذي من خلاله ستتمكن من تمرير سياساتها التي دائما ما تكون وبالا على هؤلاء. ليعرف الأستاذ أن معركته مع الحكومة ما تزال طويلة وأن القرارات السوداوية التي تصدر من الحكومة هي ما تزال مستمرة إلى حدود الآن ، خاصة في ظل الاستسلام من طرف الأستاذ الذي لا يتخذ أي خطوة لمواجهة تلك القرارات المجحفة في حقه .

على الأستاذ أن يعرف جيدا أن لا شيء تحقق على الإطلاق في ظل العهد الجديد اللهم إذا كانت الإخفاقات التي يتخبط فيها، والتي صنعتها حكومة تعودت الخيانة واللعب بمشاعر المغاربة ، والتي أعادت بالأستاذ إلى مرحلة الصفر ، حيث تم الإجهاز على كل الحقوق أخرها منع الأساتذة من متابعة دراستهم التي بسببها ستكون حكومة بنكيران قد استكملت مسلسل إعلان الحرب على الأستاذ .

 لا أحد يستطيع الآن أن يستعيد للأستاذ حقه الذي سلبته منه الحكومة ، إلا نضاله وتوحيد الصف والتضامن الذي يجب إحياءه من جديد لمواجهة تسلط الحكومة الذي تسعى من خلاله إلى تركيع الأستاذ وإذلاله وإرغامه على القبول بكل ما تمليه الحكومة وما تعده في الغرف المظلمة ، فالنقابات التي كانت سند الأستاذ في محنه وفي الدفاع عن حقوقه أصبحت سيفا مسلطا على الأستاذ ، بل أصبحت هذه النقابات المتحدث الرسمي باسم الحكومة ومن حسن حظ الأساتذة أن هذه النقابات التي كانت من حين لآخر تطلق جعجعاتها وتحاول تصوير نفسها على أنها المساند الرسمي للأستاذ ظهرت على حقيقتها وتأكد جليا أنها شريك أساسي في تلك المؤامرة التي حيكت ضد الأستاذ . من المخجل جدا أن نسمع عن قرارات تمس الأستاذ بشكل مباشر دون أن يتخذ هذا الأخير أي خطوة ضد تلك القرارات ،ومن المحزن جدا أن يكون الأستاذ بمثابة البيدق الذي تحركه الحكومة متى شاءت وكيف شاءت ، فالصمت المطبق هو أصل الكارثة ، والإستسلام للقرارات العشوائية التي تمرر من حين لآخر، هو الطامة الكبرى التي بلا شك ستكبدنا المزيد من المآسي ، خاصة وأن هذه الحكومة مصممة للانتقام من الأستاذ بكل الوسائل ، طيب الله أوقاتكم .