حزب الله يقاتل من أجل فلسطين ! ! !
على العرب والمسلمين الآن أن يقدروا مواقف حزب الله بالتدخل في سورية ، وعليهم أن يعلموا أن حزب الله لم يتخذ خطوة الدخول على خط المواجهة الدائرة في سورية إلا حبا في سواد عيون الفلسطينيين وخدمة لقضيتهم العادلة .
ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، من أن جنوده يقاتلون من أجل فلسطين هو قمة السخافة وتبرير لتدخله لمنع الشعب السوري من استكمال ثورته المجيدة ، فربما الفلسطينيون أكبر من أن ينتظروا المساعدة من هؤلاء الذين يرتكبون المجازر في حق السوريين ومازالوا يصرون على استكمال مخططهم الذي يسعى إلى تشييع العالم العربي وتنفيذ مخططات إيران الرامية إلى الاستيلاء على الأوطان.
بعد مسرحيات المقاومة التي حملها حزب الله ومن سار على نهجه لشرعنة تدخله في شؤون الدول ،هناك أسئلة تطرح أمامها علامات استفهام ضخمة ، متى كانت فلسطين حاضرة في قاموس حزب الله وحلفائه ؟ ثم ماذا قدم هؤلاء لفلسطين على مر عقود من الزمن ؟ وإذا كانت فلسطين تعني لهم الكثير فلماذا انتقلوا إلى سوريا لقتال الشعب و تركوا إسرائيل العدو اللذوذ الذي ربما أقرب إليهم من حبل الوريد يتلذذ بقتل الفلسطينيين ؟
حزب الله الذي لا يخطو خطوة إلا باستشارة من كبيرته ايران لم يعد لديه ما يبرر به قتاله إلى جانب بشار الأسد ، ولم يعد لديه ما يقنع به العالم العربي والإسلامي بأنه يقاتل وعيونه على فلسطين المحتلة ، خاصة بعد أن أظهرت الأحداث على الساحة الوجه الحقيقي لهؤلاء الذي يخوضون حربهم ضد العرب وليس ضد الصهاينة كما يدعون .
حزب الله لم يقدم للفلسطينيين أي شيء يذكر ، ولم ينتصر لقضيتهم على الإطلاق ، اللهم إذا كان ذلك عبر الشعارات الجوفاء التي طالما يحملها ، بالرغم من أن الحزب سبق وأن خاض حروبا مع العدو الصهيوني، والتي أكسبته تعاطفا عربيا وإسلاميا ، إلا أنه لم يكن يريد من وراء هذه الحرب تحرير فلسطين ولا الانتصار للضعفاء من هذا الشعب ، والدليل على ذلك هو صمت حزب الله القاتل تجاه الهجمات المتتالية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة أخرهذه الهجمات تزامن مع خطاب السيد حسن نصر الله .
أسطوانات حزب الله المشروخة سقطت من كل الاتجاهات فرواية الممانعة التي اعتاد هؤلاء على استخدامها، لم تعد تجدي شيئا، بعد أن استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية التوصل إلى اتفاق مع إيران، والذي من المقرر أن يخفض من العقوبات الدولية عليها كما أكد عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما و يجنب حليفها في سورية الحرب التي كان يتم الإعداد لها ، لولا أن رضخ من كانوا يضعون أنفسهم في زمرة الدول الممانعة ليسقط بذلك شعار الممانعة الذي غالبا ما يتمسك به حزب الله ومن معه على الخط .
لا أحد ينكر أن تورط حزب الله في سورية والذي أجج الصراع وزاد من التوتر الذي طفا على السطح وغذى النعرات الطائفية، هو تورط من أجل ضمان وجوده والبحث عن إثبات نفسه عبر البوابة السورية، التي كانت على الدوام الجسر الذي يضمن لحزب الله التحرك وبناء قوته العسكرية والتي تمكنه من الاستفادة من الإمدادات التي تقدمها له حليفته إيران ، أما الحديث عن أن حزب الله يقاتل من أجل فلسطين ، ومن أجل القضية الفلسطينية فهذا ما ينكره الواقع على الأرض وإن حاول البعض الدفاع عنه .
لا مجال لحزب الله الآن أن يعيد مسرحيات الممانعة على مسامع العرب والمسلمين ، ولا مجال له أن يكن العداء لإسرائيل بعد أن أظهرت الوقائع أنه الحليف الذي يمكن أن يحميها من أي خطر يهددها ، وبعد أن أصبحت صنيعته إيران على وشك تحقيق التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن العلاقات الإيرانية الأمريكية ستكون سمنا على عسل في الأيام القادمة ،ومن ثم ستتمكن إسرائيل من بناء علاقات الود مع هؤلاء كيف لا وهي الابن المذلل الذي لا يعصي له الأمريكان أمرا .
حزب الله انتقل في الحقيقة من مرحلة رفع شعار إسقاط الاستكبار الأمريكي ومواجهة الدولة الصهيونية ،إلى مرحلة معانقة هذا الاستكبار ، بل والتوسل إلى إيجاد حل ينهي خلافاته مع هذا العدو المفترض ، فالأيام ستثبت وبجلاء أن هؤلاء الذين رفعوا شعار الممانعة وشعار إزالة إسرائيل من الخريطة هم الآن في بحث مستميت لتقاسم الكعكة معها على حساب الشعوب العربية وتضامنوا مع أنظمة الاستبداد لإجهاض ما تم تحقيقه من ثورات مجيدة في أوطانها .
على قادة حزب الله وعلى أسيادهم في طهران أن يعلموا أن فلسطين أكبر من أن يتم استخدامها لتنفيذ مخططاتهم في العالم العربي والإسلامي ، فلسطين لها رجالاتها الذين يرابطون على الأرض ولها من يحرص على تحريرها من الاحتلال الصهيوني ، دون الحاجة إلى كل تلك الجعجعات التي سمعناها من قادة الممانعة على مر عقود من الزمان والتي يبدو أنها بدون نتائج تذكر .