تتواصل الحملة الشرسة التي يقودها إعلام جنرالات "قصر المرادية" ضد المملكة المغربية، بعد تصريحات الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة عمر هلال الداعمة لاستقلال منطقة القبائل. ووصلت حدة الحملة الممنهجة التي يقودها "إعلام الجنرالات" إلى حد تخوين أحزاب جزائرية وتنظيمات سياسية معارضة، لم تنخرط في جوقة العداء ضد المغرب. وهاجمت قناة "الشروق"، المقربة من النظام العسكري الجزائري، أحزابا مثل "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" و"حزب العمال" بشأن عدم إصدارهما بلاغات أو التعبير عن مواقف ردا على دعم المغرب لاستقلال منطقة القبائل. وانتقدت "قناة الجنرالات" عدم "إصدار أي موقف مندد أو منتقد لما أقدمت عليه البعثة الدبلوماسية للمغرب في نيويورك من قبل الأحزاب سالفة الذكر، سواء عبر حساباتها الخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر بيانات عممتها على الرأي العام الوطني والدولي أو في صيغة تصريحات خصت بها الصحافة الوطنية أو الدولية". وأضافت القناة ذاتها قائلة: "قد يكون عدم إبداء أحزاب بعينها لموقفها المستنكر للانزلاق المغربي مسألة وقت، وهو ما يتمناه عموم الجزائريين المتمسكين بالوحدة الترابية للبلاد؛ إلا أن استمرار هذا الموقف لساعات أخرى أو ربما لأيام من شأنه أن يؤثر على انسجام وقوة الجدار الوطني المدافع عن الوحدة الترابية للبلاد. وبالمقابل، يعطي جرعة أمل لمن يستهدفون الجزائر بشأن إمكانية تحقيق أهدافهم الخبيثة". وتابعت "الشروق" أن "الأحزاب التي لم تستنكر "السقطة المغربية" هي تلك التي توجد في خصومة سياسية مع السلطة، وهي التي لم تشاركها في خياراتها السياسية منذ أزيد من سنتين، والمتمثلة خاصة في الانتخابات الرئاسية واستفتاء تعديل الدستور والانتخابات التشريعية". وحاولت القناة المقربة من النظام العسكري الجزائري إحراج هذه التنظيمات السياسية، ووصفت مواقفها ب "الأنانية السياسية الكبيرة؛ لأن الوحدة الترابية للبلاد يجب أن تكون فوق الخصومات السياسية وبعيدة عن الحسابات الضيقة والظرفية". واختارت الرباط عدم الرد على استفزازات الجارة الشرقية، على الرغم من أن الحملة العدائية تبنت أسلوبا عدائيا ممنهجا بلغ إلى حد التهديد والوعيد؛ وذلك ردا على فضح السفير المغربي بالأممالمتحدة لتناقضات الجزائر، بخصوص دعم "تقرير المصير" في الصحراء ورفضه في القبائل.