زيادات متتالية ولسان حال الحكومة هل من مزيد
كان أمل المغاربة جميعا أن تكف الحكومة المغربية بزعامة السيد عبد الاله بنكيران عن سياساتها تلك التي أرهقت كاهل المواطن ، خاصة بعد جملة من الزيادات التي شرعت فيها الحكومة منذ أن وصلت إلى السلطة, بعد الحراك الشعبي الذي كان الشعب يأمل أن يمن عليه بعهد جديد يستجيب لمتطلباته ويخرجه من أزماته التي لازمته على مدى عقود من الزمن ،لكن يبدو أن أمل هذا الشعب انكسر وتحطم بفعل استمرار الحكومة في قصف أبناء المغاربة بزيادات لا تراعي في المواطن المغربي إلا ولا ذ, كان أخرها الزيادة في سعر الغازوال تطبيقا لقرار رئيس الحكومة الصادر في 16 يناير 2014.
لاشيء يروق حكومة السيد عبد الإله بنكيران سوى الزيادة في الأسعار ، ولا شيء يبدو ملائما له الآن سوى التفنن في إرهاق كاهل المواطنين البسطاء الذين يتجرعون لوحدهم مرارة هذه الزيادات المتتالية .
عندما قررت حكومة السيد عبد الإله بنكيران النسحة الأولى الانتقام من المغاربة عبر الزيادة في أسعار المحروقات, خرج علينا رئيس الحكومة وإخوانه في النضال ضد الشعب فبرر تلك الزيادة وطالب المغاربة بتقديم التضحيات ، فقرر الشعب أن يلتزم الصمت عسى تكون هذه أخر صفعة من الحكومة ، لكن ما إن مرت الأيام حتى أعلنت حكومة عبد الإله بنكيران النسخة الثانية زيادة سعر الحليب التي طرحت أكثر من تساؤل حول نية الحكومة في إصلاح الدولة ،وبعدها أعلنت هذه الحكومة عن جملة من الزيادات طالت حتى قطاع الماء والكهرباء التي سبق لهؤلاء أن برروها بقولهم إن الزيادة من أجل إنقاذ المكتب الوطني للماء والكهرباء الذي يعاني من عجز حسب كلام هؤلاء ,الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء التحقيق في أموال هذه المؤسسة العمومية التي عاث فيها المسؤولون فسادا, ليأتي السيد بنكيران ليلقي كل المسؤولية على هذا الشعب ، ويحمله أعباء ذلك الفساد الذي جاء رئيس الحكومة لإعلان الحرب عليه .
إلى حد الآن بعد كل هذا الوقت الذي أهدرته الحكومة المغربية, والذي أضاعت فيه العديد من الإصلاحات على المغاربة ، لا زلنا لم نفهم بعد تلك التضحيات التي يطالبنا بها عبد الإله بنكيران ، حيث ذهب معه الشعب إلى أبعد حدود وتنازل عن حقوقه الكاملة، وكلف نفسه عناء الصبر عن الجوع من أجل إنقاذ حكومة لا تعير اهتماما لا للديمقراطية, ولا لعهد التغيير, ولا للشعب الذي زادته حزنا على أحزانه.
منذ مجيء السيد رئيس الحكومة وهو ينهج سياسات عشوائية زادت من هموم هذا الشعب ، دون أن يعرف أن ذلك قد مس جيوب المواطنين بشكل كبير, ويكفي لرئيسنا المبجل ومن يقف معه في خندق محاربة الشعب, أن ينزل إلى الشارع أو على الأقل أن يشاهد آراء هؤلاء لكي يعرف إلى أين وصلت شعبيته وإلى أي حد وصل الاحتقان بسبب هذه السياسات اللامسؤولة التي غالبا ما يحاول رئيس الحكومة تبريرها بمسرحيات واهية أكل الدهر وشرب عليها، وأصبحت ظاهرة للعيان لا يستطيع أحد إخفائها.
الشعب المغربي ضحى بما فيه الكفاية ,وعانى الأمرين منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة وكلفته تلك التضحيات الكثير من المآسي ، أما الحكومة فلم تقدم ولو تضحية واحدة في حق هذا الشعب، اللهم إذا كانت التضحيات في سبيل إنقاذ المفسدين الذين كان الشعب يتمنى أن تتم محاسبتهم ، وليس التصفيق لهم ، ومحاولة بناء علاقة الود مع هؤلاء الذين كانوا يشهرون في وجوههم سهام النقد ويتوعدونهم بالعقاب والمحاسبة لحظة وصولهم إلى السلطة .
لا نعرف صراحة لماذا جاء الشعب المغربي بالسيد عبد الاله بنكيران ووضع ثقته في حزب العدالة والتنمية هل كان ذلك من أجل إنقاذه من أزماته وتحقيق آماله؟ أم أن هذا الشعب قد منح صوته لهؤلاء من ّأجل إنقاذ المؤسسات ومحاربة العجز الذي تسببت فيه أيادي كان من الممكن أن تجد الجزاء الذي تستحقه لولا أنها وجدت من يقدر هذا الشعب ويسعى جاهدا لتحقيق آماله ؟
الشعب المغربي عندما اختار حزب العدالة والتنمية أن يكون قائد القاطرة لم يختره على أساس أن يقدم المزيد من التضحيات ، ولا على أساس أن تنهال عليه هذه الحكومات بأسعار صاروخية ، وإنما كان الهدف من كل ذلك محاربة اقتصاد الريع وتخفيض نسبتي البطالة والأمية وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والاهتمام أكثر بالطبقة المتوسطة ، ثم محاسبة المفسدسن الذين عاثوا في بلاد المغرب فسادا ، أما وأن هذه الحكومة قد ذهبت في سلك طريق الانتقام والتطاول على الشعب ، فلا نعتقد أنها قادرة على استغلال الشعب مرة أخرى لأن هؤلاء المغاربة ليس لديهم الاستعداد مرة أخرى لركوب الأمواج والمخاطرة بمستقبلهم ,الذي أصبح مجهولا بسبب سياسات هؤلاء.